في إطار احتفالاتها بالذكرى الـ76 للإعلان العالمي لحقوق الإنسان، نظمت مفوضية الأمم المتحدة السامية لحقوق الإنسان في النيجر يوم الجمعة، 13 ديسمبر 2024، مؤتمرًا عامًا تحت شعار “حقوقنا، مستقبلنا الآن”.
استضاف المؤتمر قصر المؤتمرات في نيامي، وشكّل منصة لنقل قيم حقوق الإنسان إلى الأجيال الشابة، مسلطًا الضوء على دورهم المحوري في بناء مجتمع أكثر شمولية وإنصافًا.
افتُتح الحدث بعروض فنية وثقافية جسّدت أهمية حقوق الإنسان من خلال قصائد وأغاني وعروض كوميدية تهدف إلى رفع مستوى الوعي.
دعوة لتعزيز حقوق الإنسان وبناء مجتمع مستدام
ألقى السيد عمر كيبيو كالاميو، ممثل مفوضية الأمم المتحدة السامية لحقوق الإنسان في النيجر، كلمة مؤثرة شدد فيها على الدور الجوهري لحقوق الإنسان في تحقيق التنمية والاستقرار.
وقال: “إن شعار هذا العام هو دعوة للعمل من أجل إدراك حقوقنا وتحمل مسؤولياتنا تجاه الآخرين لتعزيز الكرامة الإنسانية.”
كما أشار إلى أهمية تثقيف الشباب في مجال حقوق الإنسان، ليكونوا القوة الدافعة للتحول الاجتماعي وبناء مستقبل النيجر.
وأكد السيد كالاميو أن حماية حقوق الإنسان يجب أن تكون جزءًا من السياسات الوطنية والدولية، مشيرًا إلى التزام الحكومة من خلال مبادرات مثل برنامج القدرة على الصمود لحماية الوطن (PRSP)، ومواءمتها مع أهداف التنمية المستدامة، ولا سيما الهدف الـ16 المتعلق بالسلام والعدالة.
مشاركة مجتمعية واسعة
افتتح المؤتمر رسميًا السيد موسى تشيدا، نائب الأمين العام لوزارة العدل وحقوق الإنسان، الذي أشاد بالجهود المبذولة لتعزيز حقوق الإنسان.
ودعا جميع المواطنين إلى أن يكونوا مدافعين عن حقوق الإنسان في حياتهم اليومية، مؤكدًا أن هذه الحقوق لا تُحترم فقط بالقوانين، بل بتصرفات الأفراد.
كما شارك في النقاشات ممثلون عن المجتمع المدني، والأكاديميون، والمحامون، الذين سلطوا الضوء على أهمية التعليم، العدالة، والدفاع عن الفئات الأكثر ضعفًا لضمان بناء مجتمع متماسك وشامل.
دعوة للعمل من أجل المستقبل
اختُتم المؤتمر بالدعوة إلى تعبئة مجتمعية لتعزيز الإدماج الاجتماعي والحكم الرشيد، مع التركيز على دور الأجيال الشابة.
وكما أشار السيد كالاميو: “يبدأ بناء المستقبل اليوم باحترام حقوق الآخرين، لأن الاعتراف بحقوقنا يعتمد على تقدير حقوق الآخرين.”
هذا المؤتمر عكس التزام النيجر المتجدد بتعزيز القيم العالمية لحقوق الإنسان وضمان مجتمع يسوده العدل والسلام للجميع.