في النيجر، يواجه تسجيل المواليد تحديات كبيرة، مما يحرم ملايين الأطفال من حقوقهم الأساسية، ويؤثر سلباً على وصولهم إلى التعليم والخدمات الأساسية الأخرى.
مع نسبة تسجيل مواليد لا تتجاوز 64%، يجد ملايين الأطفال في النيجر أنفسهم بلا وثائق رسمية، مما يحرمهم من حقوقهم الأساسية.
وللتعامل مع هذه الأزمة، أطلقت الحكومة النيجرية حملة تسجيل متنقلة تهدف إلى تسجيل مليون طفل بحلول نهاية عام 2024.
ومع ذلك، تواجه الحملة تحديات كبيرة، خاصة في المجتمعات التقليدية حيث لا يُسمح للنساء غالباً بتسجيل ولادات أطفالهن.
تروي غايكا، أم لستة أطفال، تجربتها قائلة: “كنت دائماً أرغب في أن يحظى طفلي بنفس الفرص التي يحظى بها أقرانه، لكنني لم أكن أعرف كيف.
كان والده هو الذي تولى عملية التسجيل.
وعندما اقترحت عليه سحب شهادة الميلاد، كان هناك مشكلة كبيرة لأنه أضاع دفتر العائلة.
في الوقت الذي أردت فيه تسجيله في المدرسة، لم يكن لديه شهادة ميلاد.
نرجو من الرجال السماح لنا بإجراء التسجيلات!”
هذه الصرخة تعبر عن مشاعر العديد من الأمهات في النيجر، حيث تواجه النساء صعوبة في تسجيل ولادات أطفالهن بسبب الأعراف والتقاليد.
على سبيل المثال، ابن غايكا، جعفرو، لم يتمكن من الالتحاق بالمدرسة لأنه لا يملك شهادة ميلاد، مما يجعله غير موجود قانونياً.
في المقابل، هناك أم لثلاثة أطفال -فضلت عدم الكشف عن هويتها- كانت أكثر حظاً حيث قام زوجها بجميع الإجراءات اللازمة لتسجيل الأطفال من المستشفى مباشرة.
تقول: “بالنسبة لي، قام والدهم بتسجيلهم فور ولادتهم وكل الإجراءات الأخرى.”
تشير هذه القصص إلى ظاهرة أوسع، حيث يتولى الرجال غالباً عملية تسجيل المواليد، مما يساهم في تدني نسب التسجيل في البلاد، خاصة في المناطق الريفية مثل تونوغا في إقليم جايا.
في المركز الصحي بمدينة جايا، يقول المسؤول عثمان دان لايلي: “في شهر مايو، سجلنا 70 ولادة، منها 48 تسجيلات قام بها رجال و16 نساء.
وفي يونيو، كانت هناك 68 ولادة، منها 44 تسجيلات قام بها رجال.”
للرد على هذه الوضعية، أطلقت السلطات النيجرية حملة تسجيل متنقلة لتسجيل المواليد، مع التركيز على إشراك النساء في العملية.
ويشير محمد ساني، المدير الإقليمي للحالة المدنية واللاجئين في جايا، إلى أهمية تعبئة الأهالي قائلاً: “يجب على الأهل الاستفادة من حملة التسجيل المتنقلة وتسجيل جميع الولادات في الوقت المحدد، لأن التأخير يجعل الأمر أكثر صعوبة.”
بعض الرجال اعترفوا بأن السماح للنساء بتسجيل المواليد في المستشفيات سيخفف عنهم عبئاً كبيراً، مما يبرز الحاجة إلى تغيير في التقاليد والعادات لتمكين المرأة من لعب دور أكبر في هذه العملية الحيوية.
المصدر: DW