احتضنت جامعة دجيبو حماني في طاهوا حدثًا استثنائيًا يوم أمس، حيث عادت عائشة مينداودو، الدبلوماسية الأفريقية البارزة والممثلة الخاصة السابقة للأمم المتحدة في كوت ديفوار، إلى مسقط رأسها بعد غياب استمر عقدين، لتلقي كلمة ملهمة حول التحديات التي تواجه دول الساحل.
اختارت مينداودو موضوعًا محوريًا لمؤتمرها الافتتاحي للعام الدراسي، بعنوان: “الدولة والسيادة: القضايا والتحديات ووجهات النظر لدول تحالف الساحل”.
في قاعة غصت بالحضور، قدمت تحليلاً معمقًا للأوضاع السياسية والأمنية والاقتصادية التي تواجه المنطقة، مؤكدة على ضرورة إعادة التفكير في مفهوم السيادة في ظل تعقيدات العولمة والتحديات العابرة للحدود.
وقالت مينداودو: “يجب علينا إعادة تعريف سيادة أكثر مرونة، قادرة على التكيف مع حقائق القرن الحادي والعشرين”، مشددة على أهمية الحفاظ على الخصائص الثقافية والتاريخية لكل دولة، مع العمل على تعزيز التعاون الإقليمي.
وأشارت إلى أن التعاون بين دول تحالف الساحل أصبح أكثر أهمية في ظل التحديات المشتركة، مثل الإرهاب وتغير المناخ، خاصة في سياق الخروج من المجموعة الاقتصادية لدول غرب أفريقيا.
كما استغلت مينداودو الفرصة لتوجيه رسالة إلى الأجيال الشابة، مسلطة الضوء على دور التعليم والحكم الرشيد وإشراك المواطنين في بناء مستقبل مستدام. وأكدت على أن الشباب هم محور التحول الذي تحتاجه المنطقة لتحقيق الازدهار والاستقرار.
لقيت كلمات مينداودو صدى واسعًا بين الحضور، حيث أثنى الأكاديميون والطلاب على رؤيتها العميقة ودورها كمصدر إلهام. عودتها إلى تاهوا لم تكن مجرد زيارة، بل رمزًا للارتباط العميق بجذورها وإيمانها بإمكانات منطقتها وبلدها.