سيشهد مهرجان بيانوا السنوي، الذي يجمع سكان مدينة أغاديز في احتفالات مدهشة، فعالياته هذا العام من 14 إلى 17 يوليو 2024.
تنتظر المدينة هذا الحدث الكبير بشغف، حيث تتحول أغاديز إلى ساحة حية للعروض الفنية والثقافية.
تتزين المدينة وتصدح الطبول والأغاني في كل زاوية، فيما يشارك الأهالي والزوار في رقصات الطوارق التقليدية وعروضهم المبهرة.
يعتبر هذا المهرجان فرصة لاستعراض الهوية الطارقية الغنية، والتواصل الاجتماعي بين سكان المدينة وضيوفهم من مختلف المناطق.
تتخلل الأيام الأربعة للمهرجان فعاليات متنوعة تشمل العروض الموسيقية، والرقصات الشعبية، والمواكب التقليدية التي تعكس التراث الثقافي العريق للطوارق.
يعد احتفال أهالي مدينة أغاديز في النيجر بمهرجان بيانوا، تقليد قديم يعود إلى القرون الوسطى، والذي امتد ليشمل مدينة أرليت أيضًا.
يتزامن المهرجان مع الاحتفال ببداية العام الهجري وهو ليس مجرد احتفال ديني بل هو مناسبة لاستعراض الهوية الطارقية و يشتمل على تجمعات مليئة بالعروض والتلاقي الاجتماعي.
تتزين أحياء المدينة بالألوان والأعلام الخاصة بكل حي، حيث يرتدي الرجال الأزياء التقليدية المميزة، والتي تشمل البوبو الثري، والعباءات الزرقاء، والتوربان الذي يأخذ شكل الديك، إلى جانب التمائم والأسلحة التقليدية كالسيوف والرماح.
تتراقص المدينة على إيقاع الطبول والأهازيج، حيث يتجمع الأهالي حول “إتيبل”، الطبل الرمزي الذي يجسد وحدة قبائل الطوارق.
يعود تاريخ مهرجان بيانوا إلى روايات متباينة، حيث تشير بعض المصادر إلى وصول العرب من غدامس ومصراتة إلى أغاديز، في حين تنسبه روايات أخرى إلى زمن النبي نوح وانتهاء الطوفان.
يستخدم المشاركون في الاحتفال أغصان النخيل الخضراء كرمز للفرح بنهاية الكارثة، وهو تقليد يرتبط بمشاعر الفرح بعد الطوفان.
كما برمز المهرجان عند البعض لوصول النبي محمد صلى الله عليه وسلم إلى المدينة المنورة خلال الهجرة النبوية.
يُفتتح المهرجان في قصر السلطان بطقوس تقليدية تشمل قراءة الفاتحة وقرع الطبول من قبل ممثلي السلطان.
يتجول الشباب في شوارع المدينة، يغنون ويرقصون على أنغام الطبول، وتتواصل الاحتفالات لعدة أيام حيث تتوجه المجموعات المختلفة إلى النقاط الهامة في المدينة، لتكريم الشخصيات البارزة في تاريخ بيانوا.
يواجه مهرجان بيانوا تحديات كبيرة في ظل التطورات الحديثة وزيادة السكان، ومع ذلك، يبذل المنظمون جهودًا كبيرة للحفاظ على هذه التقاليد عبر تدريب الأجيال الشابة على الرقصات وضرب الطبول، مما يضمن استمرارية الاحتفال وتحسين جودته.
و يظل مهرجان بيانوا رمزًا للسلام والتضامن والتعايش، حيث يجمع الناس من مختلف الفئات في أجواء من الفرح والاحتفال بالتراث الطارقي العريق.