عن النيجر
تعتبر جمهورية النيجر إحدى دول غرب أفريقيا المميزة بتنوعها العرقي والمناخي ومخزونها الهائل من اليورانيوم، و تبلغ مساحتها 1,267,000 كيلومتر مربع، كما تحدها سبع دول هي الجزائر وليبيا وتشاد ونيجيريا وبنين وبوركينا فاسو ومالي، و تقع عاصمتها نيامي على ضفة نهر النيجر الذي يتدفق عبر الجزء الجنوبي الغربي من البلاد قادما من جبال غينيا لينتهي الى مصبه في نيجيريا.
التركيبة الإدارية و السكانية:
تتكون النيجر من سبع مناطق إدارية رئيسية وهي “أغاديز”، “ديفا”، “دوسو”، “مارادي”، “طاوا”، “تيلابيري”، و”زيندر” بالإضافة إلى العاصمة نيامي، و تحتضن النيجر مختلف الأعراق والثقافات حيث يتحدث سكانها عدة لغات أهمها، الهوسا، الزرما، تماشق، الفولانية، والعربية بجانب الفرنسية (اللغة الرسمية) و تناكحت الشعوب النيجرية حتى لا يكاد يخلو بيت ولا أسرة نيجرية من جميع الأعراق، مما يعكس التنوع الثقافي الكبير، و تعد لغة الهوسا الأكثر انتشارا و تحدثا في مختلف أنحاء البلاد.
المناخ والطبيعة
تتنوع الأجواء في النيجر بين الصحراوي الجاف والماطر الرطب، مع تفاوت كبير في درجات الحرارة، والجزء الجنوبي من البلاد يتمتع بموسم أمطار قصير تتدفق فيه الأمطار بكميات كبيرة فقط في شهري يناير وفبراير غالبا، بينما تعاني المناطق الشمالية من الجفاف الشديد، كما يشكل النهر الذي يعبر البلاد من الغرب إلى الجنوب جزءاً كبيراً من الاقتصاد الزراعي، و تتعرض البلاد لرياح جافة محملة بالغبار في مواسم معينة، مما يؤثر على الظروف المعيشية والزراعية في غالب الأحيان.
الاقتصاد
يعتمد الاقتصاد النيجري بشكل كبير على الزراعة والثروة الحيوانية إذ تُنتج البلاد حبوب الدخن، الذرة، والأرز، بالإضافة إلى الثروة الحيوانية المتنوعة، و تعتبر النيجر من الدول المتصدرة عالميًا في احتياطي اليورانيوم، مما يجعلها لاعبًا رئيسيًا في هذا المجال وتستخرج معظم إنتاجها عبر شركات فرنسية قبل تجميد التعاون مع فرنسا بالتزامن مع الأحداث السياسية التي عاشتها البلاد من منتصف 2023، و يعاني الاقتصاد النيجري من تقلبات المناخ والجفاف المتكرر، مما يؤثر على الإنتاج الزراعي ويزيد من الاعتماد على المساعدات الخارجية.
التاريخ
تعود جذور النيجر إلى الإمبراطوريات الأفريقية القديمة مثل غانا ومالي وسونغاي و تعتبر من الدول التي دخلها الإسلام مبكراً على يد عقبة بن نافع في القرن السابع الميلادي، وقد لعبت دوراً مهماً في التجارة عبر الصحراء الكبرى، استعمرتها فرنسا في أواخر القرن التاسع عشر إلى أن نالت استقلالها في 3 أغسطس 1960.
السياسة
تعد النيجر جمهورية ديمقراطية بموجب دستور 2010 حيث يتم انتخاب رئيس الجمهورية بالتصويت الشعبي لفترة تمتد لخمس سنوات، مع إمكانية التجديد مرة واحدة، و يتم تعيين رئيس الحكومة من قبل الرئيس، كما تناط السلطة التشريعية بالجمعية الوطنية (البرلمان)، التي يُنتخب أعضاؤها شعبيًا لفترة خمس سنوات.
و ترأس محمد بازوم البلاد بعد انتخابات عام 2021 في أول انتقال سلمي للسلطة إلى أن تعرضت حكومته لانقلاب عسكري في يوليو 2023 بقيادة رئيس الحرس الجمهوري الجنرال عبد الرحمن تياني، الذي أعلن نفسه رئيساً للبلاد في انقلاب يعتبر الخامس في تاريخ البلاد بعد استقلالها.
الثقافة والتعليم
يعاني قطاع التعليم الرسمي من معدلات أمية مرتفعة على الرغم من أن التعليم مجاني، و رغم أن معظم السكان لا يتحدثون الفرنسية إلا أنها اللغة الرسمية المستخدمة في التعليم والإدارة، ينشط التعليم الاسلامي في النيجر بشكل كبير اذ تنتشر الكتاتيب القرآنية في جميع أرجاء البلاد و يفد الى النيجر طلاب من مختلف دول غرب افريقيا للالتحاق بالجامعة الاسلامية التي أسستها منظمة التعاون الاسلامي في ثمانينيات القرن الماضي، و ما زال الشعب النيجري محتفظا بفنون الحرف اليدوية وصناعة الجلود والنسيج، التي تصدر معظمها الى الدول الاوروبية إلا أنها ما زالت على شكلها البدائي.
أهم المدن والمعالم:
- نيامي: العاصمة والمركز السياسي والاقتصادي للبلاد.
- زندر: مدينة تاريخية كانت عاصمة النيجر حتى عام 1926، تشتهر بحرفييها المهرة.
- أغاديس: أكبر مدينة في الصحراء، تشتهر باستخراج خام اليورانيوم، و واحاتها الخلابة.
- مرادي: مركز اقتصادي وإداري، تقع على الطريق الرئيسي بين شرق وغرب النيجر.
المستقبل
تُعد النيجر بموقعها الجغرافي وتنوعها الثقافي واحدة من البلدان الفريدة في إفريقيا، و تواجه النيجر تحديات كبيرة، بما في ذلك الفقر والأمية والجفاف المستمر، ومع ذلك فإن ثروتها من اليورانيوم ومواردها الطبيعية الأخرى قد تشكل أساساً قوياً للنمو الاقتصادي إذا تم استغلالها بشكل صحيح في المستقبل.