تعاني الأحياء القريبة من ضفاف نهر النيجر في نيامي من ظروف قاسية بعد أن تسببت الأمطار الغزيرة في فيضانات هائلة رفعت منسوب المياه في النهر.
في حي كومبو، الواقع على الضفة اليسرى للنهر وأحد الأحياء الأكثر تضررًا، يحاول السكان بشتى الوسائل العثور على مأوى لإنقاذ ما تبقى من ممتلكاتهم.
تقول فاتي عمر، التي لجأت هي وزوجها وأبناؤها الخمسة إلى مدرسة محلية بعد انهيار منزلهم بسبب المياه: “لقد عدنا إلى هذه الصفوف بعد أن غمرت المياه منزلنا، ولكن الأمطار التي هطلت أمس تسببت في فيضان داخل المدرسة نفسها”.
تضيف فاتي: “أجبرنا على الانفصال إلى ثلاث مجموعات للنوم في منازل معارفنا. شعرت بصداع شديد طوال الليل بسبب الإرهاق.”
الفيضانات لم تقتصر فقط على تدمير المنازل، بل قضت على وسائل عيش الكثيرين.
يعتمد سكان المنطقة بشكل رئيسي على الزراعة وتربية المواشي وصيد الأسماك، وهي جميعها تضررت بشدة جراء الفيضانات. يقول إبراهيم، أحد المزارعين المتضررين: “لقد فقدنا حدائقنا، بيوتنا وحيواناتنا، ولم يتبق لنا شيء”.
يعيش سومانا بوريما وزوجته، وهما متقاعدان، في منزل مبني من الطين ويحاولان جاهدين ملء الفناء بالرمل لدرء خطر انهيار الجدران.
يقول بوريما: “شهدت منزلي غرقًا مرتين من قبل، وأخشى أن يحدث ذلك مرة أخرى”.
تشير السلطات إلى أن الفيضانات ناجمة عن تراكم الطمي في النهر، وهو ما يفاقم المشكلة مع كل هطول للأمطار.
وفي الوقت الذي تم تشييد سدود في بعض المناطق، لم يتمكن سكان الضفاف الأخرى من الهروب من خطر الفيضانات المتواصلة.
على الصعيد الوطني، تجاوز عدد الوفيات 217 شخصًا، إلى جانب تضرر مئات الآلاف جراء الفيضانات.
السلطات في حالة تأهب قصوى لمواجهة هذه الأزمة الإنسانية المتفاقمة.
المصدر: anp