انطلقت في 28 يونيو 2024 في نيامي حملة وطنية لتسجيل المواليد تحت عنوان “حقين يارا” (حقوق الأطفال). تهدف الحملة إلى تسجيل مليون طفل بنهاية العام، بمبادرة من الدولة بالتعاون مع وزارة الداخلية واليونيسف وبدعم مالي من الاتحاد الأوروبي.
تسعى الحملة إلى تحفيز الوعي المجتمعي لتسجيل كل مولود في المواعيد القانونية، وتسهيل الوصول إلى خدمات الأحوال المدنية، لبناء مستقبل يتضمن حماية واعترافًا لكل طفل منذ لحظة ولادته.
أهمية التسجيل المدني
يعبر إلياسو الأب لثمانية أطفال، عن رأيه بوضوح: “شهادة الميلاد ليست مجرد ورقة، إنها إثبات للهوية، وبدونها لا يمكن لأي شخص ممارسة حقوقه اليومية.” و يواصل قائلا: “كل أطفالي تم تسجيلهم عند الولادة، وهذا سهل حصولهم على وثائق أخرى مثل الجنسية.
بدون التسجيل، يصبح الحصول على الوثائق المطلوبة مستقبلاً أمرًا شاقًا.”
يجلس بجانبه صديقه مهدي، ويضيف قائلاً: “شهادة الميلاد هي الأساس الذي يمكن بواسطته استخراج الوثائق الأخرى مثل بطاقة الهوية الوطنية، الضرورية للسفر وللعديد من المعاملات اليومية.”
تحديات التسجيل في الماضي
في الماضي، كانت عملية الحصول على شهادة الميلاد في النيجر معقدة بسبب نقص خدمات الأحوال المدنية والمراكز الصحية في البلاد.
يتذكر إلياسو تلك الأيام: “كان علينا الانتظار لفترات طويلة لحضور جلسات المحكمة للحصول على حكم بديل لشهادة الميلاد، مما كان يتطلب عدة زيارات للمحكمة والكثير من الوقت والمال.”
تحسينات حديثة وجهود مستمرة
في عام 2009، لم يكن يُسجل عند الولادة سوى ثلثي الأطفال في النيجر. ومنذ ذلك الحين، قامت الحكومة بإصلاحات كبيرة لتحسين نظام الأحوال المدنية بمساعدة من اليونيسف والاتحاد الأوروبي.
في 2017، أطلق برنامج دعم إصلاح الأحوال المدنية (PAREC) بتمويل قدره 9.8 مليون يورو.
يركز البرنامج على مراجعة القوانين، وتحديث النظام وتدريب الموظفين على الإجراءات الجديدة.
ونتيجة لهذه الجهود، تم تسجيل 3.5 مليون طفل منذ 2017، وتغطية 8500 قرية بحملات توعية محلية.
في 2023، تم تسجيل 64% من الأطفال عند الولادة، ولكن التحدي لا يزال قائماً لضمان تسجيل جميع المواليد.
يؤكد المسؤولون في وزارة الداخلية على أهمية هذه الجهود لتحقيق أهداف التنمية المستدامة بحلول 2030، وضمان حصول كل طفل على حقه في الهوية القانونية.
قصة أمينو
أمينو، 14 عامًا، يعيش في نيامي مع جدته بعد وفاة والده، ولم يتم تسجيله عند الولادة. يقول: “لم أذهب إلى المدرسة ولا أعلم إذا كنت أملك أي ورقة تثبت هويتي.
أعرف أنني بحاجة إلى بطاقة هوية، ولكن لا أعلم كيفية الحصول عليها.”
هذه القصة تعكس التحديات التي لا تزال تواجه العديد من الأطفال في النيجر.
خطوات مستقبلية
في 2024، من المتوقع ولادة 1.254.000 طفل في النيجر.
وتهدف حملة “حقين يارا” إلى تسجيل 87% من هذه المواليد، من خلال نشاطات متعددة تشمل الحوار المجتمعي، الجلسات العامة، وحملات التوعية عبر وسائل الإعلام المختلفة.
تشكل هذه المبادرات بارقة أمل لضمان تسجيل جميع الأطفال في النيجر، وضمان حقوقهم الأساسية منذ لحظة ولادتهم، تماشيًا مع أهداف التنمية المستدامة للأمم المتحدة.
المصدر: actuniger